لتخليد ذكراهم تل ابيب تطلب انشاء متحف لليهود في مصر

لتخليد ذكراهم
تل ابيب تطلب انشاء متحف لليهود في مصر

محيط ـ وكالات


يهود يؤدون صلواتهم

القاهرة :افادت تقارير اخبارية بأن السفارة الإسرائيلية في القاهرة تسعي في الوقت الراهن للحصول علي ترخيص من الحكومة المصرية من اجل إقامة متحف لمقتنيات اليهود في مصر، وبالرغم من وجود متحف بالفعل في منطقة مصر القديمة يدعي معبد بن عزرا إلا أن البعثة الدبلوماسية لإسرائيل تري أن من حق اليهود الذين عاشوا في مصر أن تخلد ذكراهم بإقامة متحف ضخم تشرف عليه الدولة العبرية.

وكانت السفارة قد دعت عددا كبيرا من رموز المجتمع المصري من أجل المشاركة في الاحتفال بإعادة افتتاح المعبد اليهودي الموجود بشارع عدلي بوسط القاهرة كما دعت العديد من اعضاء البعثات الأجنبية، وهو الحفل الذي أحياه مطرب الاوبرا المصري جابر البلتاجي والذي يتعرض في الوقت الراهن لانتقادات واسعة بسبب قبوله حضور الاحتفال لأنه يتنافي مع قرارات اتحاد النقابات الفنية التي تجرم التطبيع مع الدولة العبرية.
وقد رفض حشد ضخم من الفنانين والأثريين فكرة إقامة متحف جديد لمقتنيات اليهود معتبرين هذا المطلب بأنه مستفز ويهدف في الأساس للترويج لأكذوبة مفادها أن الشعب اليهودي كان عمود الحياة الاجتماعية والاقتصادية المصرية في القرون الغابرة.

ونقلت صحيفة " القدس العربي " عن عبدالحليم نور الدين رئيس الهيئة المصرية للآثار الأسبق" أن مزاعم إسرائيل لا أساس لها من الصحة وأن محاولات سفارتها بالقاهرة إنشاء المتحف المزعوم الهدف منها الترويج لأكاذيب قديمة مفادها أن أحفاد شعب الله المختار استقروا في مصر وعمروها وأنهم في العصر الحديث كان لهم فضل تنمية اقتصاد مصر". وأشار نور الدين إلي أن الحقائق التاريخية تؤكد أنه لم تكن هناك حقبة اطلق عليها الحقبة اليهودية فيما مضي كي يؤسس لها متحف باسمها فضلا عن أن الديانة اليهودية لم تنتشر في مصر فقد ظلت مرتبطة بعدد قليل للغاية من المواطنين أما الاغلبية فقد كانوا أقباطا ومسلمين. وهاجم المخرج علي بدرخان تلك الفكرة مؤكدا علي أن إسرائيل تستخدم نفس سياستها القديمة والمتمثلة في ادعائها بوجود آثار لليهود وممتلكات لأجدادهم في البلدان العربية كي تتمكن من ايجاد موضع قدم لها في كل عاصمة عربية.

ودعا المخرج خالد الصاوي لرفض مطلب السفارة مشددا علي أنه لن يؤدي إلا لمزيد من بسط النفوذ والتغلغل في المجتمع المصري وخاصة الطبقات التي لها علاقة بالنفوذ ودوائر صنع القرار. وهاجم عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق حالة الانصياع واللين التي يتسم بها القرار المصري في كثير من الأوقات تجاه المطالب الإسرائيلية.
ووصف مطلب إنشاء متحف لليهود بأنه أمر غير مقبول نظرا لعدم وجود آثار لهم في مصر واعتبر الأنباء والمعلومات التي تتحدث في هذا الشأن بأنها مغلوطة وأنها ليست سوي أكاذيب إسرائيلية يتم الترويج لها في كل حين وآخر.

وفي ذات السياق هاجم محمد عبدالمقصود رئيس الإدارة المركزية لقطاع الآثار المصرية مطلب السفارة وقال ان فكرة إنشاء متحف علي أساس ديني غير مرغوب فيها مطلقا ولا تسمح الحكومة بمثل ذلك التميز. وأشار إلي أن" اليهود كانوا خاملي الذكر ولم يستدل لهم علي حضارة ثرية وأن كل ما تركوه يعد جزءا من تاريخ مصر ولا اكثر من ذلك". واتفق علاء شاهين عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة مع رأي عبدالمقصود مؤكدا علي ان المطلب الإسرائيلي سياسي بامتياز ولا يوجد ما يعضده حيث لا توجد آثار لهم في مصر ذات قيمة.